ينصح الأهل أولادهم منذ عقود بأن يجلسوا بوضع مستقيم، اعتقادا منهم بأن الجلوس في وضعية غير وضعية "الزاوية القائمة" يجهد الظهر بطريقة غير مرغوبة. وبالرغم من انتشار وشيوع هذا الاعتقاد، إلا أنه اعتقاد خاطئ، حيث أثبتت الدراسات أن الجلوس في هذه الوضعية يزيد الضغط على الفقرات القطنية أسفل الظهر.
وقبل 30 عاما توصل الباحثون إلى هذه النتيجة بإجراء التجارب التي كانت تتمثل في وخز الأفراد بظهورهم بالإبر، ومن ثم قياس كمية الضغط لوضعيات الجلوس المختلفة، ووجدوا أن وضعية الجلوس التي يكون فيها الظهر منحنيا إلى الوراء قليلا هي الوضعية المثالية، حيث إنها تساعد على تخفيف الضغط المتركز على أسفل الظهر، الذي قد يؤدي إلى حدوث مشكلات في الفقرات.
واستمرت الدراسات منذ ذلك الحين للبحث في صحة المقولة، لكن الأطباء لم يتوصلوا إلى إثبات مرئي مباشر إلا بحلول عام 2006، وذلك عبر دراسة حديثة استخدموا فيها آلات تصوير الرنين المغناطيسي التي تسمح للفرد بالجلوس بدلا من الاستلقاء.
وقام الباحثون من جامعة "أبردين" في سكوتلاندا بمعاينة 22 متطوعا جعلوهم يجلسون في 3 وضعيات مختلفة؛ الوضعيتان الأوليان كانتا الجلوس بوضعية مستقيمة، وكذلك الانحناء إلى الأمام، وتسببت هاتان الوضعيتان بحركة ملحوظة في الفقرات، مما أدى إلى تغير موضع المادة الداخلية للفقرات.
وفي الحالة الثالثة طلب من المشاركين الجلوس بزاوية 135 درجة ووضع أقدامهم على الأرض - إلى أسفل - وتبين لهم أن هذه الوضعية لم تتسبب في ألم الظهر، كما أن الدراسة بينت أن جلوس الفرد بإمالة ظهره للوراء قليلا يفتح الزاوية بين الفخذين والظهر مما يجعلها وضعية أفضل من الجلوس بوضعية مستقيمة
تــــــــــحـــــــــــــيــــــــــــاتــــــــــ ـــــي
منقول